العين وتذكِّر الآخرة ، ولا تقولوا هجراً» (١).
وفي لفظ آخر : «كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور ؛ فزوروا القبور ؛ فإنّها تزهّد في الدنيا» (٢). وفي لفظ ثالث : «وتُذكّر الآخرة» (٣).
وعن أبي هريرة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله زار قبر أُمّه ولم يستغفر لها ، قال : «أُمرتُ بالزيارة ونُهيت عن الاستغفار ، فزوروا القبور ؛ فإنّها تذكّر الموت» (٤).
وعنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «زوروا القبور ؛ فإنّها تذكّركم الآخرة» (٥).
ويظهر من بعض الروايات أنّ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله نهى يوماً عن زيارة القبور ثمّ رخّصها ، وكان النهي والترخيص من الله سبحانه.
ولعلّ النهي كان بملاك أنّ أكثر الأموات يومذاك كانوا من المشركين ، فنهى النبيّصلىاللهعليهوآله عن زيارتهم ، ولمّا كثر المؤمنون بينهم رخّص بإذن الله.
ولعلّ هناك ملاكاً آخر للنهي وهو أنّ زيارة القبور تُذكّر بالموتى والقتلى ، وتورث الجبن عن الجهاد ، وإذ قوي الإسلام رخّص في الزيارة (٦).
وعن أُمّ سلمة عنه صلىاللهعليهوآله : «نَهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها ؛ فإنّ لكم فيها عِبرة»(٧).
__________________
(١) كنز العمال : ج ١٥ ، ح ٤٢٥٥٥ و ٤٢٩٩٨.
(٢) كنز العمال ١٥ : ح ٤٢٥٥٢.
(٣) ابن ماجة ، السنن ١ : ٥٠١ / ١٥٧١.
(٤) مسلم ، الصحيح ٢ : ٦٧١ / ١٠٨ ؛ أحمد بن حنبل ، المسند ١ : ٤٤٤ ؛ ابن ماجة ، السنن ١ : ٦٧٦ ؛ أبو داود ، السنن ٢ : ٧٢ ؛ البيهقي ، السنن ٤ : ٧٦ ؛ النسائي ، السنن ٤ : ٩٠ ؛ الحاكم ، المستدرك ١ : ٣٧٦.
(٥) ابن ماجة ، السنن ١ : ٥٠٠ / ١٥٦٩.
(٦) منهج الرشاد : ص ١٤٤.
(٧) كنز العمال ١٥ : ٦٤٧ / ٤٢٥٥٨.