غير عبادية ؛ إذا دعاه على أنّه عبد من عباده الصالحين ، يستجاب دعاؤه عند الله ، والدعوة بهذا النوع تؤكّد التوحيد.
٦ ـ نَقَل : «إنّ بعض المسلمين يفضّل السفر إلى تلك الأماكن على الحجّ إلى بيت الله» وهي فرية بلا مرية ؛ فليس على وجه البسيطة مسلم واع يعتقد بهذا ويعمل به.
٧ ـ لو كان السفر إلى القبور أمراً محرّماً فلما ذا شدّ النبيّ الرحال لزيارة قبر أُمّه بالأبواء وهي منطقة بين مكّة والمدينة ، أفصار النبيّ ـ والعياذ بالله ـ مشركاً أو أنّ الرواية الّتي أطبق المحدّثون على نقلها مكذوبة ، والله لا هذا ولا ذاك وإنّما ...
٨ ـ إنّ ما ذكره من أسباب المنع تتحقّق للمجاور للقبر بدون شدّ الرحال ، فاللازم منع ارتكاب المحرّمات عند قبره لا منع السفر إليه.
٩ ـ احتمال أنّ المراد من زيارة القبور (زوروا القبور) هو زيارة جميع القبور بدون تخصيص لزيارة قبر مشخّص ، احتمال ساقط وذلك لأنّ «ال» الجنسية إذا دخلت على الجمع أبطلت جمعيته وصار المراد بالمدخول أيّ فرد يتحقّق به جنس القبر ، ويستوي في ذلك المفرد والجمع.
١٠ ـ كيف يقال ذلك مع أنّ السيدة عائشة (رض) كانت تزور قبر أخيها عبد الرحمن بخصوصه (١) حتّى أنّ النبيّ يخصّ بعض القبور بالزيارة ، وقد وضع حجرات على قبر أخيه من الرضاعة عثمان بن مظعون وقال : «لتعرف بها قبر أخي» ولا تترتّب على التعرّف فائدة سوى زيارته.
__________________
(١) المغني ٢ : ٢٧٠.