وعلى ضلالٍ كلّها لم تجتمع |
|
فيما رويتم في الحديث المسندِ |
مضت القرون وذي القباب مَشِيدةٌ |
|
والناس بين مؤسّسٍ ومجدّدِ |
في كلّ عصر فيه أهل الحلّ و |
|
ـ العقد الّذين بغيرهم لم يُعقد |
لم يُنكروا أبداً على من شادها |
|
شيدت ولا من منكر ومفنّدِ |
مِنْ قبل أنْ تلد ابنها تيميةٌ |
|
أو يخلق الوهّاب بعضَ الأعبدِ |
أفأيّ إجماع لكم أقوى على |
|
أمثاله من مورد لم يوردِ |
فبسيرة للمسلمين تتابعت |
|
في كلّ عصر نستدلّ ونقتدي |
أقوى من الإجماع سيرتهم ومن |
|
قد حاد عنها فهو غير مسدّد |
هيهات ليس نبيّاً ابن بليهد |
|
في الناس لم يُخطئ ولم يتعمّدِ |
كلّا ولا العلماء قد حصرت به |
|
هي في بقاع الأرض ذات تعدّدِ |
كلّا ولا من وافقوه لخوفهم |
|
أو جهلهم من خائف ومقلّدِ |
والجُلُّ من علماء طيبة ساكت |
|
للخوف مكفوف اللسان مع اليدِ (١) |
كيف يدّعي الإجماع على التحريم مع أنّ فقهاء المذاهب الأربعة في العصر الحاضر اتّفقوا على الكلمة التالية : يكره أن يبنى القبر ببيت أو قبّة أو مسجد (٢) ، أين الكراهة من الحرمة ، وأين هي من الشرك؟
وهذا النووي شارح صحيح مسلم يقول في شرح حديث أبي الهياج الّذي سيوافيك نصّه : أمّا البناء فإن كان في ملك الباني فمكروه وإن كان في مقبرة مسبلة فحرام ، نصّ عليه الشافعي والأصحاب (٣).
إنّ التحريم في الصورة الثانية لكونه مزاحماً للانتفاع ، وعلى خلاف أهداف
__________________
(١) كشف الارتياب : ص ٤١١
(٢) الفقه على المذاهب الأربعة ١ : ٤٣١.
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ج ٧ ، ص ٤٢ شرح الحديث رقم ٩٦٩ كتاب الجنائز ط مصر.