١ ـ (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ).
٢ ـ (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ).
٣ ـ (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ).
٤ ـ (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ).
٥ ـ (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (١).
ولا شك أنّ ما ورد فيها ليس سلاماً سطحيّاً أجوف ، بل هو سلام حقيقيّ وتحيّة جديدة يوجّهها القرآن إلى أنبياء الله ورسله.
وهل يصحّ التسليم الجدّي على الجماد الذي لا يَعرف ولا يُدرك ولا يشعر؟! وليس لنا تفسير المفاهيم القرآنية النابعة عن الحقيقة تفسيراً قشرياً ، بأن نقول :
إنّ كافة التحيات في القرآن والتي نتلوها في آناء الليل وأطراف النهار ليست إلّا مجاملات جوفاء وفي مستوى تحيات المادّيين لرفقائهم وزملائهم الذين أدركهم الموت.
إنّ المادّي لمّا يساوي الوجودَ بالمادة ولا يرى أنّ وراءها حقيقة ، فعند ما يسلّم في محاضراته وشعاراته على زملائه الميّتين يعود ويفسره بالتكريم الأجوف.
وأمّا نحن المسلمين ، فبما أنّ الوجود عندنا أعمّ من المادة وآثارها ، فليس علينا تفسير الآيات تفسيراً مادّيّاً خارجاً عن الإطار المحدّد في الكتاب والسنّة لتفسير الذكر الحكيم ، وهذا ما يبعثنا على تفسير تلك التسليمات بنحو حقيقي ، وهو يلازم حياة المسلَّم عليهم ووجود الصلة بيننا وبينهم ، سلام الله عليهم أجمعين.
هذا هو ما يرشدنا إليه الوحي في مجال إمكان ارتباط الأحياء بالأرواح.
__________________
(١) الصافّات : ٧٩ ، ١٠٩ ، ١٢٠ ، ١٣٠ ، ١٨١ على الترتيب.