هشام بن عبد الملك وزيد يومئذ بالرصافة ، فدعاه هشام فذكر له ذلك وأمره أن يأتي يوسف ، فقال له زيد : ما كان يوسف صانعا بي فاصنعه ، فأبى هشام ، فقال ليوسف : إن أقام خالد بن عبد الله على زيد بينة فخذه به ، وإلّا فاستحلف زيدا ما استودعه شيئا ثم خل سبيله.
فقدم زيد على يوسف ، فأرعد له وأبرق ، فقال زيد : دعني من إرعادك وإبراقك ، فلست من الذين في يدك (١) تعذبهم ، اجمع بيني وبين خصمي واحملني على كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا بسنتك وسنة هشام.
فاستحيا يوسف وتصاغرت إليه نفسه ، وعلم أنه لا يحتمل الضيم ، فدعا خالدا ، فجمع بينهما فابرأه خالد ، فخلى سبيل زيد (٢) ، وقال لخالد : يا بن اليهودية أفعلى أمير المؤمنين كنت تفتعل.
[١٩٨] أخبرنا (٣) علي بن الحسين بن الحارث الهمداني بإسناده عن أبي معمر سعيد بن خثيم ، عن (٤) زيد بن علي عليهالسلام قال : لما لم يكن ليوسف علينا حجة نخس (٥) بي إلى الحجاز ، وكان هشام كتب إلى يوسف بذلك ، وقال : إني أتخوفه ، وكنت أحب المقام بالكوفة للقاء الإخوان (٦) ، وكثرة شيعتنا فيها ، وكان يوسف يبعث إلي يستحثني على الخروج ، فأتعلل وأقول : إني وجع (٧) فيمكث ثم يسأل عني ، فيقال : هو مقيم بالكوفة.
__________________
(١) في (أ) : في يديك.
(٢) الخبر في تهذيب ابن عساكر (٦ / ٢٢ ـ ٢٣) ومقاتل الطالبيين (١٣٠ ـ ١٣١) ، الفتوح (٨ / ١٠٨) وما بعدها.
(٣) السند هو : أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن هاشم الأسدي قال : حدثنا أحمد بن راشد ، قال : حدثنا أبو معمر سعيد بن خيثم ، عن زيد بن علي.
(٤) في (ب) : قال : حدثني.
(٥) أي أبعده ، يقال : نخس الدابة نخسا ، طعن مؤخرها أو جنبها بالمنخاس لتنشط ، ويقال : نخس الرجل وبه هيجة وأزعجه أو طرده ، لسان العرب مادة (نخس).
(٦) نهاية الصفحة [٢٠٩ ـ أ].
(٧) في (ب ، ج) : أنا وجع.