ظهره إلّا ظهر نبيه ، إن ساماهم بشرفه في أوليته سبق عليهم بفارع غصون مجده ، وعواطف شرف من قام عنه من أمهاته ، ثم نشأ في حجر من نشأ ، يؤدبه بالكتاب إذ غيره يباكر عبادة اللات والعزى ، شهد له القلم الجاري بعلمه في حال الفردانية ، إذ هو يسارق الصلوات أهله إذ لا قلم جار ولا شهيد على مطيع ، ولا عاص غيره يكانف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مواطنه ، ويستريح إليه بأسراره ، ويستغديه لهممه (١) ، إذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو المستوحش من جماعتهم ، والخائف على دمه منهم ، أين زال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم زال معه ، وإن غال (٢) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر وقاه بنفسه ، فمن يساويه وهذه حاله ـ صلوات الله عليه ـ والحال الأخرى حال القوم في كفرهم بربهم وإنكارهم رسوله ، واختيارهم عبادة أوثانهم ، وعلي بن أبي طالب يعظم ما صغروا ، ويكرم (٣) ما أهانوا حتى دخل من دخل في دين الله رغبة أو رهبة ، ولما (٤) طال على رسول الله تكذيب قومه إياه استشار عليا صلوات الله عليه فقال له : «ما ترى؟ قال : يا رسول ، ها سيفي وكان بالضرب به دونه جوادا ، قال رسول الله : «إني لم أؤمر بالسيف ، فنم على فراشي وقي بنفسك نفسي حتى أخرج فإني قد أمرت بذلك» فنام على فراشه ، ووقاه بنفسه باذلا لمهجته ، واثقا بأن الله تعالى غير خاذله.
ومن يدعى (٥) الفضل عليه إما راصد لرسول الله أو معين عليه ، أو جالس عنه ، همّهم في ذبائح النعم على الأصنام ، والاستقسام بالأزلام ، وأقلام الملائكة تصعد بعمل رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعمل علي عليهالسلام فلما استقرت برسول الله الدار وحل في الأنصار ، أمره الله جل ثناؤه أن يشهر سيف التوحيد وضمن له التأييد ، فجاءت حال المنابذة ، وتدانت الزحوف أيد الله جل ثناؤه رسوله بعلي بن أبي طالب ، فقام إليهم وله خطرات بسيفه ذي
__________________
(١) في (أ، د) : يستغديه بهممه.
(٢) أخذه أمر من حيث لم يدر.
(٣) نهاية الصفحة [٢٣٦ ـ أ].
(٤) في (أ، د) : فلما.
(٥) في (ب ، ج) : ادعى.