ثم قالوا : يا بن رسول الله منك النداء ، ومنا الإجابة ، وعليك الإذكار ، وعلينا الطاعة ، وأنتم ولاة الإسلام (١) وأنصار الدين ، وقادة الأمة ، وذادة الجور ، ونحن شيعتكم وأنصاركم ، ومن تطيب أنفسنا بالموت في حقكم ، فابسط يدك نبايعك ، فإنا نرجوا أن تكون بيعة يعز الله بها «الإسلام» (٢) وأهله ، ويذل الظلم وولاته ، فبسط يده فبايعه من حضره ووافاه ممن لم يحضر منهم ، فما وفت الليلة حتى اجتمع له مائة وعشرون رجلا ، ثم توجه نحو الجزيرة (٣).
[٤٢] [وحدثنا أبو العباس الحسني قال : حدثنا أبو زيد العلوي عن أبي جعفر أحمد بن الحسين الكوفي] عن نصر بن مزاحم المنقري قال : حدثني علي بن أحمد الهمداني قال : دخلت على الحسين بن زيد الشاكري بعد أن خرج محمد عليهالسلام بأيام وهو عليل ، فقلت : كيف تجدك من علتك؟
قال : أجدني في عقال من الدنيا وسير من الآخرة ، وحجاب عن الشهادة ، وحرمان من الثواب.
قلت له : إن في المرض لخير.
قال : وأي خير يكون في أمر قصّرني عن أصحابي وبطّأني عن نصرة أهل «بيت النبي» (٤) محمد صلىاللهعليهوآله (٥) وسلّم.
ثم تلا هذه الآية : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) [النساء : ٧٣].
__________________
(١) في (أ) : ولاة دينه.
(٢) في (أ) : دينه.
(٣) كان يبايع ويدعو الناس إلى الرضا من آل محمد والدعاء إلى كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والسيرة بحكم الكتاب ، فبايعه جميع الناس حتى تكابوا وازدحموا عليه وذلك في موضع بالكوفة يعرف بقصر الضرتين ، مقاتل الطالبين ص (٤٢٨) ، تاريخ الطبري (٧ / ١١٧) ، وفيه : وفيها أي (١٩٩ ه) خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة.
(٤) ساقط في (أ، ب).
(٥) نهاية الصفحة [٣١٢ ـ أ].