في صحاح المسلمين كالبخاري في صحيحه ص ١٤٢ من جزئه الرابع في باب (سترون بعدي أمورا تنكرونها) ومسلم في صحيحه ص ١٢٨ من جزئه الثاني في باب (حكم من فرق أمر المسلمين) وغيرهما من أهل الصحاح.
وشيء آخر نذكره لكم وهو ما أجمع عليه حملة الآثار النبوية (ص) من أهل السنّة من قول النبي (ص) : «من آذى عليّا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله» على ما أخرجه الحاكم في مستدركه ، والذهبي في تلخيصه ص ١٢٢ من جزئه الثالث وصححاه على شرط البخاري ومسلم ، والسيوطي في جامعه الصغير ص ١٣٥ من جزئه الثاني في حرف الميم.
ولا يختلف اثنان من أهل الإسلام في أنّ من آذى النبي (ص) بحرب ، أو سباب ، فقد كفر بالله العظيم لقوله تعالى في سورة التوبة آية ٦١ : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) وقوله تعالى في سورة الأحزاب آية ٥٧ : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً).
وإذا ثبت ذلك وجب الحكم بكفر من سبّ عليّا (ع) ، أو حاربه ، بحكم ما أوجبه النبي (ص) بنصّ قوله (ص).
وخلاصة القول في هذا الوجه : إنّ آية (لَنْ تَتَّبِعُونا) مخرجة لغزوة خيبر عن عموم (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) لمنع المتخلفين عن الحديبية عن الخروج إلى مغانم خيبر ، وليس لهم فيها شيء لاختصاصها بمن شهد الحديبية كما ذكرنا. أمّا غزوات مؤتة ، وحنين ، وتبوك ، فكلّها داخلة في عموم (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) وذلك كلّه كان بدعاء النبي (ص) دون الخلفاء (رض).
ثانيا : إنّ الوارد في تفسيرها عندكم مخالف لقولكم فيها ، وذلك