ولأنّه لا قائل بالتفصيل إطلاقا وبعد هذا كلّه فهل يا ترى تجدون لخليفة النبي (ص) والقائم مقامه معنى غير قوله (ص) في الحديث : «فاسمعوا له وأطيعوا» فإن كان لإمام الأمّة وخليفة الرسول (ص) معنى غير هذا عندكم فاخبرونا عنه لنكن لكم من الشاكرين!.
وقلّ لي بربّك ما كان يضرّ أولئك النفر الذين اجتمعوا على غير علي (ع) لو اجتمعوا عليه (ع) ونظروا بعين الإنصاف إلى صفاته المرضية ، وأخلاقه العالية ، وعدله في الرعية ، وقسمته بالسويّة ، ونزاهته من درن الدنيا الدنيّة ، وفكروا قليلا في علمه الغامر ، وقضائه الباهر ، وتفاديه في سبيل الدين ، ورعايته لمصلحة المسلمين ، واقتفائه أثر سيد المرسلين (ص) ، لا سيما وهم يرون بأعينهم ، ويسمعون بآذانهم من النبي (ص) تلك النصوص الجليّة التي تنصّ على خلافته بعده (ص) ، وقد سمعوا رسول الله (ص) يقول فيه أيضا (ع) : «تختصم الناس ولا يحاجّك أحد من قريش ، أنت أوّلهم إيمانا بالله ، وأقواهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسويّة ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزيّة».
وقد أخرج الحديث محبّ الدين الطبري في كتابه (الرياض النضرة) ص ١٩٨ من جزئه الثاني في باب فضائل علي من النسخة المطبوعة سنة ١٣٣٧ هجرية ، وأخرجه المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) ص ٣٤ بهامش الجزء الخامس من (مسند الإمام أحمد بن حنبل) في باب فضائل علي (ع) وغيرهما من أرباب السنن النبوية عند أهل السنّة.
وبعد فهل يا ترى إنّهم يستطيعون على إخماد نار الفتنة باجتماعهم على غيره ، ولا يستطيعون ذلك لو اجتمعوا عليه ، وصاروا أعوانا له (ع) ، كما يدّعون؟ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون!.