العوام والصبيان والمجانين ؛ بل بعض مؤمني كلّ عصر ، وهو المعصوم.
الحادي عشر : الإيمان عبارة عن التصديق القلبي وهو خفي عنّا ، فكيف نعلم كون المجمعين مصدّقين ولا عبرة بتصديق اللّسان لجواز كفرهم بالقلب ، وإذا جهلنا إيمانهم لم يجب علينا اتّباعهم ؛ وهو لازم على المعتزلة أيضا القائلين بأنّ المؤمن هو المستحق للثواب ، لأنّه غير معلوم أيضا ، ولأنّ الأمة إذا أجمعت لم يعلم كونهم مستحقّين للثواب إلّا بعد العلم بصدقهم في ذلك الحكم ، إذ لو جوّزنا خطاءهم وأن يكون كبيرة جوّزنا خروجهم عن استحقاق الثواب واسم الإيمان. فإذن لا يعرف إيمانهم إلّا بعد معرفة كون حكمهم صوابا ، فلو استفيد كونه صوابا من إجماعهم دار.
لا يقال : يجوز أن يكون المراد من المؤمنين المصدّقين باللسان مثل (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ)(١).
لأنّا نقول : اسم المؤمن على المصدّق بلسانه مجاز ، فإذا جاز حمله عليه جاز أن يحمل (٢) على آخر ، وأن يكون المراد إيجاب متابعة السبيل الذي من شأنه أن يكون سبيلا للمؤمنين ، كما لو قال : «اتّبع سبيل الصّالحين» أراد اتّباع السبيل (٣) الذي يجب أن يكون (سبيلا للصالحين) (٤) لا وجوب اتّباع سبيل من يعتقد كونه صالحا.
__________________
(١) البقرة : ٢٢١.
(٢) في «ب» و «ج» : يحمله.
(٣) في «أ» و «ج» : سبيل.
(٤) في «أ» : سبيل الصالحين.