لا يقال : إنّها خرجت مخرج المدح في الحال ، ولا يجوز المدح بما فعل في الماضي مع الخروج عنه ، فإنّ الأمر بالمعروف إذا نهى عنه استحقّ الذم.
لأنّا نقول : نمنع خروجها مخرج المدح ، بل بمجرد الإخبار بأنّ هذه الأمّة كانت خيرا من سائر الأمم ومجرد الخبر لا يقتضي المدح ، أو يجوز المدح في الحال بما صدر في الماضي وإن استحقّ الذم في الحال بذنب يقع في الحال ، فإنّ الجمع بين استحقاق المدح والذم جائز لما ثبت في مسألة الإحباط.
الرابع : قوله : (كُنْتُمْ) منطوقه حصول الوصف في الماضي ومفهومه عدم حصوله في الحال عليه ، فيدلّ عليه كما دلّ على المنطوق.
الخامس : اتّصافهم في الحال لا يقتضي عدم الخروج عنه فيما بعد ، فيجوز خروجهم ويحسن مدح الإنسان بصفة حالية وإن علم زوالها (١) مستقبلا.
لا يقال : يصير إجماعهم حجّة في ذلك الزمان.
لأنّا نقول : لا نعلم أي الإجماعات حصل في ذلك الزمان ، وإذا وقع الشك في الجميع خرج عن كونه حجّة.
السادس : أنّها خطاب مع الموجودين في ذلك الوقت فيكون قولهم حجّة دون غيرهم.
__________________
(١) في «أ» : بزوالها.