ورددتم شهادة العبيد مع قوله : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ)(١).
الثالث : ما روي عن الصحابة من شتم بعضهم بعضا.
حكى ابن داب في مجادلات قريش قال : اجتمع عند معاوية : عمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة ، والمغيرة بن شعبة ، ثمّ أحضروا الحسن بن علي عليهماالسلام ليشتموه ، فلمّا أحضر تكلّم عمرو بن العاص وذكر عليا عليهالسلام ولم يترك شيئا من المساوئ إلّا ذكر فيه ، وفيما قال : إنّ عليا شتم أبا بكر وشرك في دم عثمان ـ إلى أن قال : ـ فاعلم أنّك وأباك من شر قريش.
ثمّ خطب كلّ واحد منهم بمساوئ علي عليهالسلام والحسن ونسبوا عليا إلى قتل عثمان. فلمّا آل الأمر إلى الحسن خطب ثمّ بدأ يشتم معاوية وطوّل فيه ـ إلى أن قال له ـ : إنّك كنت ذات يوم تسوق بأبيك ويقود به أخوك هذا القاعد وذلك بعد ما عمى أبو سفيان ، فلعن رسول الله الجمل وراكبه وقائده وسائقه ، وكان أبوك الراكب وأخوك القائد وأنت السائق.
ثمّ قال لعمرو بن العاص : إنّما أنت سبّة كما أنت فأمّك زانية ، اختصم فيك خمسة نفر من قريش ، كلّهم يدّعي عليك أنّك ابنه ، فغلب عليك جزّار من قريش ، من ألأمهم حسبا ، وأقلّهم منصبا ، وأعظمهم لعنة ما أنت إلّا شانئ محمد ، فأنزل الله على نبيه ، (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٢) ، ثمّ هجوت رسول
__________________
(١) الطلاق : ٢.
(٢) الكوثر : ٣.