خلاف الشرع يقولونه هجرا (وَزُوراً) أي كذبا لأن المظاهر منها لا تصير أمّا ولا يجري عليها حكم الأم (وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) يعفو عمّن يقول ذلك ولكنه يأمرهم بالتكفير عن هذا المنكر وهذا بيان حكمهم : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) يعني يفعلون ما ذكرناه من الظهار (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) أي يرجعون في القول ويرغبون في استحلالهنّ ونكاحهنّ بعد أن ظنوا حرمتهنّ عليهم وندموا على ما قالوا (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) أي فعليهم عتق رقبة قبل أن يجامعوا نساءهم اللاتي ظاهروا منهنّ (ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) أي هذه الصعوبة في الحكم هي وعظ لكم لتتركوا الظهار (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) أي عالم بأعمالكم فاحذروا من عدم الاتّعاظ وكفّروا عن خطئكم قبل وطئهنّ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) أي فمن لم يجد رقبة يعتقها (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) أي فعليهم صيام شهرين متّصلين قبل الجماع. والتتابع أن يوالي بين أيام الشهرين الهلاليّين أو صيام ستين يوما دفعة واحدة والتفصيل في كتب الفقه (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) أي لم يقدر على عتق الرقبة ولا قوي على الصوم (فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) أي أن يطعم ستين فقيرا لكل واحد نصف صاع فإن لم يقدر فمدّ من طعام (ذلِكَ) أي ذلك الفرض عليكم (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) لتصدقوا بما أمر به الله وبلّغه رسوله (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) أي ما ذكره من الكفّارات في الظهار هي أحكام الله عزوجل (وَلِلْكافِرِينَ) أي الجاحدين بها (عَذابٌ أَلِيمٌ) عذاب موجع في الآخرة.
* * *
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا