أَوْلِياءُ لِلَّهِ) أي أنصاره وأنه معكم (مِنْ دُونِ النَّاسِ) دون بقيّة الناس (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي اطلبوا الموت الذي يوصلكم إلى رضوانه ونعيمه في الجنّة إن كنتم صادقين أنكم أبناء شعبه المختار وأنكم أحبّاؤه (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً) أي أنهم لا يطلبون الموت مطلقا وإلى الأبد لو استطاعوا ، من شدة كفرهم ومعاصيهم ولعدم ثقتهم بصلاح عملهم و (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الذنوب والكبائر الموجبة للنار وغضب الجبّار (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) أي أنه عارف بهم وبأفعالهم ومطّلع على سوء أعمالهم. وروي أن النبيّ (ص) قال بعد نزولها : لو تمنّوا الموت لماتوا عن آخرهم. (قُلْ) يا محمد لهم : (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ) أي تهربون منه (فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) أي مدرككم ولا تستفيدون من الهرب لأنه سيقع عليكم ولا ينفع الفرار منه. وقد قال أمير المؤمنين عليهالسلام : كلّ امرئ لاق ما يفرّ منه ، والأجل مساق النفس والهرب منه موافاته (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي أن ترجعون إلى الله سبحانه يوم المحشر ، وهو عالم بسرّكم وجهركم (فَيُنَبِّئُكُمْ) فيخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بما عملتموه في الدنيا من سيّء الأعمال وغيره.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١))