لَرَسُولُ اللهِ) أي اعترفوا أمامك بأنهم يعتقدون كونك رسولا لله (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) حقّا وحقيقة وعلمه كاف واف لا يلزمه دعم شهادتهم وكفى به شهيدا (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) فهو سبحانه كما شهدوا لك بالرسالة تمويها وكذبا يشهد لك بذلك من جهة ، ثم يشهد بأنهم كاذبون في قولهم فإنهم لا يعتقدون ذلك في قلوبهم ، فإن كلّ من قال قولا وأضمر خلافه فهو كاذب كمثل هؤلاء الذين (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) أي استتروا بحلف الإيمان التي كانوا يقسمونها بأنهم مؤمنون حتى يدفعوا عن أنفسهم القتل (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) فتوصلوا بالدخول بينكم إلى صدّ غيرهم عن الحقّ وأسرّوا لهم بالبقاء على الكفر وأنهم مثلهم حربا لله ورسوله (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي بئس ما عملوه من إظهار الإيمان وإبطان الكفر والصدّ عن سبيل الله (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) أي بسبب إيمانهم بألسنتهم حين نطقوا بالشهادتين (ثُمَّ كَفَرُوا) بقلوبهم وكانوا يخلون بالمشركين وينقلون إليهم أسراركم (فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ) ختم عليها وطمس فلا يدخلها الإيمان ، فوسمت بسمة تعرفها الملائكة وتميّزها من قلوب المؤمنين (فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) أي لا يعقلون الحق ولا يميّزونه من الباطل.
* * *
(وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٤) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٥) سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ