مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢))
١٠ إلى آخر السورة ـ (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ...) أي ذكر سبحانه مثلا على الكفار بقوله : إن (امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ) أي كانتا زوجتين لنبيّين من رسلنا وعبادنا الصالحين (فَخانَتاهُما) فلم تحفظا رسالتهما ولا عملتا بدينهما وكانتا كافرتين. وقد قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون ، وإذا آمن واحد بنوح تخبر الجبابرة من قومها ليعذّبوه. وكانت امرأة لوط تدلّ على أضيافه ليقصدوهم بالفاحشة ، وهذه هي خيانتهما ، وما بغت امرأة نبيّ قط وإنما كانت الخيانة في الدّين (فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً) أي لم يغن نوح ولا لوط عن زوجته شيئا من العذاب مع أنهما نبيّين ، ولم تنفع واحدة منهنّ نبوّة زوجها لأنها كانت كافرة (وَقِيلَ) أي يقال لهما يوم القيامة : (ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) فأنتما من أهل النار معهم. وقيل إن اسم امرأة نوح : واغلة ، واسم امرأة لوط : واهلة ، وقيل هما : والغة ووالهة (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) أي وأعطى وذكر مثلا (لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) وهي آسية بنت مزاحم رضوان الله عليها ، فإنها لمّا رأت معجزة العصا من موسى عليهالسلام وشاهدت غلبته للسّحرة آمنت وأسلمت ، وعلم فرعون بإيمانها فنهاها عن ذلك فامتنعت أشدّ امتناع ، فعاقبها بأن شدّ يديها ورجليها بالحبال إلى أربعة أوتاد في مكان معرّض للشمس ، ثم ألقى