بعضا عن حاله ، وقيل يتساءلون (عَنِ الْمُجْرِمِينَ) اي المذنبين الذين استحقّوا النار قائلين : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) أي ما أدخلكم في النار وأوقعكم فيها؟ وهو سؤال توبيخ وتقريع من أهل الجنة لأهل النار (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) أي لم نؤدّ الصلوات المفروضة بحسب تقرير الشرع لها (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) أي لم نخرج الزكاة من أموالنا ولم نعطها لأربابها ولا تصدّقنا على الفقراء والمساكين (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) أي كنا ندخل في كلّ باطل ونغوي مع الغاوين (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي كنّا ننكر البعث والحساب والثواب والعقاب كما ننكر الجنّة والنار (حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) حتى أتانا الموت الذي هو حق ونحن على هذه الحالة أو معناه : حتى وصلنا إلى ما عاينّاه الآن (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) أي لا تفيدهم شفاعة الأنبياء ، ولا الملائكة كما تنفع غيرهم من الموحّدين ، وعن ابن مسعود قال : يشفع نبيّكم صلىاللهعليهوآله رابع أربعة : جبرائيل ، ثم إبراهيم ، ثم موسى أو عيسى ، ثم نبيّكم (ص) لا يشفع أحد أكثر مما يشفع فيه نبيّكم (ص) ثم النبيّون ، ثم الصدّيقون ، ثم الشّهداء ، ويبقى قوم في جهنّم فيقال لهم : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) ، إلى قوله : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ).
* * *
(فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣) كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦))
٤٩ ـ الى آخر السورة ـ (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ...) أي فما