الوحي وصدق الرسالة. وقيل إن هذه الآية الكريمة نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام وذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاؤوا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فرآهم المنافقون فسخروا منهم وتغامزوا عليهم وقالوا : رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه ، فنزلت الآية المباركة قبل أن يصل عليّ ومن معه إلى النبيّ (ص) وعن ابن عباس ، فيما أخرجه الحاكم الحسكاني ، قال : إن الذين أجرموا : منافقو قريش ، والذين آمنوا : علي بن أبي طالب (ع) وأصحابه (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) أي إذا عاد هؤلاء الكفّار إلى أهلهم وذويهم عادوا وهم يتفكّهون ويضحكون ممّا عملوه مع المؤمنين (وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) أي إذا شاهدوهم كانوا يقولون : إنهم ضائعون عن طريق الصواب ، قد خدعهم محمد (ص) فهم يصلّون ويصومون ويعملون رجاء ثواب لا حقيقة له. ثم سخر الله تعالى من قولهم فقال عزوجل : (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ) أي ولم يجعل الكفار حافظين على المؤمنين ، ولا أحد كلّفهم بمراقبة أعمالهم وتقييمها ، فليسوا شهداء عليهم بل العكس هو الصحيح (فَالْيَوْمَ) يوم القيامة والجزاء (الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) منهم ويسخرون كما سخر الكفّار منهم في الدنيا. وقيل إنه يكون ذلك حيث يفتح للكفار باب إلى الجنة ويقال لهم : اخرجوا إليها ، فإذا وصلوا إليها أغلق الباب دونهم ، يفعل ذلك بهم مرارا فيضحك منهم المؤمنون. وقيل إن ضحك أهل الجنّة من أهل النار يكون بالسرور الذي يحصل لهم من جرّاء رؤية الكفّار معذّبين لأنهم أعداؤهم الذين آذوهم في الدنيا. فالمؤمنون يومئذ (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) يعني ينظرون إلى عذاب أعدائهم (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) يعني : هل جوزي الكفرة بأعمالهم السيئة؟ وقد استعمل لفظة (الثواب) في مجال (العقاب) لأن الثواب في اللغة (جزاء) والعقوبة (جزاء) أيضا. وهذا السؤال الذي معناه الاستهزاء يمكن أن يقوله المؤمنون بعضهم لبعض ، ويمكن أن يقوله الملائكة إذا