أنهم ما بالهم لا يؤمنون ولا يسجدون كما أمروا في القرآن بالصلاة التي منها السجود (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ) أي أنهم يكذّبون بقولنا تقليدا لأسلافهم ولم يصرفهم عن الإيمان قصور الفهم ولا عدم وجود البرهان (وَاللهُ أَعْلَمُ) هو سبحانه أعرف (بِما يُوعُونَ) بما يضمرون في نفوسهم ويحتوون في صدورهم من التكذيب المتعمّد. وقد قال الفرّاء : الإيعاء : جعل الشيء في وعاء ، والقلوب أوعية لما يحصل فيها من علم أو جهل. أما أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) أي يا محمد أخبرهم بعذاب موجع واجعل ذلك الخبر لهم سلفا مكان البشارة بما يسرّ المبشّر كبشارة المؤمنين بالرحمة مثلا ... ثم أخرج سبحانه وتعالى المؤمنين من هذا القول واستثناهم بقوله (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) فهؤلاء المصدّقون بك العاملون بأوامرنا المنتهون عن نواهينا نعطيهم أجرا غير منقوص ولا منقطع ولا مكدّر بالمنّ.
* * *