هذا مزيد سرور للمؤمن ، وزيادة استياء للكافرين (فَما لَهُ) أي أن هذا الإنسان المنكر للبعث ليس له (مِنْ قُوَّةٍ) تمنع عنه العذاب (وَلا ناصِرٍ) يعينه على دفع غضب الله عزّ وعلا.
* * *
(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧))
١١ ـ آخر السورة ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ، وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ...) هذا قسمّ منه سبحانه بالسماء ذات المطر ، وإن قيل إن الرجع هو الشمس والقمر والنجوم التي تغيب وترجع. فالرجع يعني إعطاء السماء للخير الذي يأتي من جهتها مرة بعد مرة. أمّا الأرض ذات الصّدع فهي التي تتصدّع : أي تتشقّق بالنبات والأشجار. وجواب القسم هو : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) أي أن القرآن قول يفصل بين الحق والباطل كما في المرويّ عن الإمام الصادق عليهالسلام(وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) أي هو جدّ وليس باللّعب (إِنَّهُمْ) يقصد مشركي قريش (يَكِيدُونَ كَيْداً) يحتالون ويمكرون بك يا محمد وبمن معك من المؤمنين ليقفوا في وجه دعوتك ويطفئوا نورك (وَ) أنا (أَكِيدُ كَيْداً) يعني : أريد أمرا يخالف ما يريدون ، وأدبّر ما يقضي على تدبيرهم ويحبط مكائدهم ، وقد سمّاه سبحانه كيدا لأنّ تدبيره يخفى عليهم (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) أي أعطهم مهلة قليلة يا محمد ، وانتظر بهم ، ترّبص تدبير الله فيهم (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) أي أمهلهم قليلا. وقيل إنه سبحانه عنى به أن أمهلهم إلى يوم بدر حيث نبطش بهم ، وقيل بل عنى أن لا تعجل فإن الله تعالى مجازيهم بالذل والقتل في الدنيا ، وبالعذاب في الآخرة.