(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) أي لا تذهب بحقه لضعفه ولا تقهره بماله كما يفعل العرب وسائر الناس باليتامى ، فلا تحتقره واحفظ كرامته وحقّه. وقد قال صلىاللهعليهوآله : لا يلي أحد منكم يتيما فيحسن ولايته ووضع يده على رأسه إلّا كتب الله له بكل شعرة. حسنة ، ومحا عنه بكل شعرة سيئة ، ورفع له بكل شعرة درجة. وقال صلىاللهعليهوآله : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة إذا اتّقى الله عزوجل ، وأشار بالسّبابة والوسطى ... (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) أي لا تردّ السائل إذا أتاك وطلب منك صدقة ، حتى ولو كنت فقيرا فخاطبه خطابا ليّنا وردّه ردّا جميلا. وقيل إن المراد بالسائل هو طالب العلم ، ومعناه : علّم من يسألك الشرائع ولا تزجره ولا تمنعه من معرفة شرائع ربّه وأمور دينه (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) أي اذكر نعم ربّك وأفضاله بشكرها. وقد قيل : التحدّث بنعمة الله شكر ، وتركه كفر. وقيل إن نعمة الله هنا هي القرآن الذي هو من أعظم نعم الله على رسول الله صلىاللهعليهوآله فأمره بقراءته ، وقيل بل هي النبوّة والرسالة فبلّغ ما أرسلت به وأخبر الناس به. وقد قال الإمام الصادق عليهالسلام : معناه : فحدّث بما أعطاك الله وفضّلك ورزقك وأحسن إليك وهداك.
* * *