القدر التي مرّ ذكرها.
* * *
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨))
٦ ـ آخر السورة ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ ...) بدأ سبحانه بذكر الفريقين من المكذّبين للرسول (ص) والمصدّقين له في دعوته ، فقال : إن من جحد توحيد الله وأنكر نبوّة محمد (ص) ومن أشرك مع الله إلها آخر في العبادة ، أولئك جميعا (فِي نارِ جَهَنَّمَ) فهي مقرّهم في الآخرة ويكونون (خالِدِينَ فِيها) لا ينتهي عقابهم لا يخفّف عنهم (أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) فهم أسوأ الخليقة وشرّها. ثم بيّن سبحانه حال المؤمنين المصدّقين بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) صدّقوا رسولنا وعملوا بأمره الذي هو أمرنا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وقاموا بالطاعات وسائر الأعمال الحسنة (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أي أحسن الخليقة وخيرها ، و (جَزاؤُهُمْ) ثوابهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) يوم القيامة (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) مرّ تفسير مثله (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) فارتضى عملهم وما قاموا به من طاعات (وَرَضُوا عَنْهُ) بما أعطاهم من ثواب. وقيل : رضي عنهم لتوحيده وتنزيهه عمّا لا يليق به وأطاعوا أوامره ، ورضوا عنه إذ أعطاهم ما كانوا يطمعون به من الرحمة والثواب ، و (ذلِكَ) الرضا والثواب يكون (لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) أي لمن خاف منه فعمل بأوامره وامتنع عن نواهيه. وفي المجمع نقلا عن شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني مرفوعا إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري ـ كاتب عليّ عليه