سورة العصر
مكيّة وآياتها ٣ نزلت بعد الانشراح.
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣))
١ ـ آخر السورة ـ (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ...) العصر هنا العشي اي ما بعد الظّهر من النهار. وقد أقسم سبحانه به لأنه يدل على إدبار النهار وإقبال الليل ، وذلك دليل على وحدانيّة موجدهما ومقدّرهما والمتسلط على مخلوقاته المدبّر لها بحكمته : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) فهذا جواب القسم الذي تقدّم. ومعناه أن كلّ إنسان في خسر ، أي في نقصان من عمره يوما بعد يوم ، وإذا نقص عمره وقضاه في غير طاعة الله تعالى ، فهو على نقصان وخسر دائم (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فإنه سبحانه استثناهم من جملة الناس لأنهم مصدّقون به وبرسله وكتبه وملائكته ، عاملون بطاعاته ومنتهون عن معاصيه ، فليسوا في خسر كغيرهم لأنهم فعلوا ذلك (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) يعني وصّي بعضهم بعضا باتّباع الحق