(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟) ، (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ) أي يعرفون بعلاماتهم لأنهم يحشرون سود الوجوه ، زرق العيون ، تظهر عليهم أمارات الخزي والغضب (فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) أي يأخذهم زبانية جهنّم وملائكة العذاب فيجمعون بين نواصيهم ـ أي رؤوسهم ـ وأقدامهم ـ أي أرجلهم ، فيربطونها بالأغلال والسلاسل ويقودونهم الى النار (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) و (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) أي كذّب بها الكافرون حين كانوا في الدنيا ، وها هم الآن معها وجها لوجه ليزول شكّهم بها. وقيل إن الله سبحانه قال لنبيّه صلىاللهعليهوآله : هذه جهنّم التي يكذّب بها المجرمون من قومك ، فسيردونها فليهن عليك أمرهم (يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) أي يتردّدون مرة إلى جحيم النار في جهنّم ، ومرّة بين الحميم الذي يصبّ من فوق رؤوسهم فيصهر ما في بطونهم والجلود فلا يرون من العذاب فرجا أبدا (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟
* * *
(وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٧) ذَواتا أَفْنانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٩) فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥١) فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٣) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٥) فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٧)