يقول «الخليل بن أحمد» في كتابه «العين» : إنّ العقل يطلق على القلعة والحصن أيضاً. كما نلاحظ هنا فإنّ مفهوم الحجر والمنع متضمّن لجميع هذه المعاني ، وعليه فإن أصلهُ يعني المنع.
أمّا كلمة «اللب» وجمعها «الألباب» ـ كما يقول كثير من أهل اللغة ـ يعني الخالص والصفوة من كلّ شيء ، ولهذا يطلق على المرحلة الرفيعة من العقل «اللب» ، فإنّ كل لبٍ عقلٌ لكن ليس كل عقلٍ لُباً ، لأنّ اللب هو العقل في مراحله الرفيعة والخالصة ، ولهذا السبب نُسِبَتْ امورُ القرآن الكريم إلى «أُولي الألباب» لا تدرك إلّابالمراحل الرفيعة من العقل ، كما يطلق اللب على باطن كثير من الفواكه لأنَّه خالص من القشر (١).
وإنّ كلمة «الفؤاد» ـ كما أشرنا سابقاً ـ من مادة «فأد» على وزن (وَعْد) وفي الأصل معناه وضع الخبز على الرماد أو الحصى الحارة ، كي يُخبز جيداً ، كما يطلق على طبخ وشوي اللحم (٢).
وعلى هذا فالعقل عندما ينضج يطلق عليه «فؤاد» وجمعهُ «أفئدة».
ويضيف الراغب في مفرداته : إنّ «الفؤاد» يعني القلب مع زيادة وهي الإنارة واللمعان.
إنّ «القلب» ـ كما جاء في القاموس والمفردات والعين ولسان العرب ـ في الأصل يعني تغير الشيء وتحوله ، وغالباً ما يستعمل بمعنيين ، فتارة يطلق على العضو الذي يتكفل بضخ الدم إلى جميع أعضاء البدن ، وتارة اخرى يستعمل فيرادُ به الروح والعقل والعلم والفهم والشعور ، وجاء هذا الاطلاق من حيث إنّ القلب الجسماني والقلب الروحي في حركة وتغيّر مستمرين ، وكما يقول بعض أهل اللغة :
ما سمي القلب إلّامن تقلبه |
|
والرأي يصرف بالإنسان اطوارا! |
كما أنَّ كلمة «القلب» تطلق على مركز كل شيء مثل : قلب العسكر ، لأنّ القلب مركز جسم وروح الإنسان ، وقد جاء في القاموس أنّ خالص كلّ شيءٍ يقال له «قلب».
__________________
(١). لسان العرب والمفردات ومجمع البحرين.
(٢). لسان العرب وتاج العروس ومفردات الراغب.