إنّ القسم (بالنجم إِذا هوى) يعنى النجم في حالة الأفول قد يكون إشارة إلى غروب وافول نور الإيمان والهداية عن الوجود في عصر الجاهلية ، الغروب الذي كان مقدمة لطلوع آخر ، أي طلوع شمس الوحي على لسان الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله.
وعلى هذا الأساس ، فالآية أدرجت كلام الرسول صلىاللهعليهوآله تحت أصلٍ كليٍّ ناتج عن الوحي والإرتباط الغيبي.
* *
والآية الثالثة أمرت الرسول بأن يتخذ موقفاً تجاه طلبات بعض المشركين العجيبة وغير المألوفة ، ويقول لهم : إِني لستُ ملكاً من ملائكة الله ولا موجوداً أعلى من البشر ولا ابن الله ، ولا شريكه ، (إنّمَا أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم يُوحَى إِلَىَ) وهذا (الإيحاء) هو الذي يمثل الاختلاف بيني وبينكم.
وعلى هذا ، فالرسول يمتاز عن بقية البشر بميزة خاصة وهي اختصاصه بمصدر المعرفة هذا وهو (الوحي).
* *
والآية الرابعة ، بعد ما ذكرت ستة من أحكام الإسلام المهمّة (حرمة قتل الأولاد وحرمة الزنى وقتل النفس والتصرف في مال اليتيم ووجوب الوفاء بالعهد وايفاء الكيل) خاطبت الرسول صلىاللهعليهوآله قائلة : (ذَلِكَ مِمَّا اوْحى الَيكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ).
وطبقاً لهذه الآية ، فإنّ الأحكام الجزئية شأنها شأن اصول الدين والعقيدة توحى إِلى الرسول صلىاللهعليهوآله.
* *
والآية الخامسة نزلت لتجيب على أولئك اليهود الذين قالوا : إنّ جبرئيل عدونا عندما سمعوا أنّه يأتي الرسول بتعاليم الإسلام ، حيث أمرته بأن يقول لهم : (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً