وعلى أيّة حال إنّ هذا تأكيد آخر على قبول «الوحي» كأهم مصدر للمعرفة ، لأنّ القرآن عُدَّ هنا «روحاً و «نوراً» و «هداية».
والآية الثامنة بعد ما تجاوزت نبوة الرسول صلىاللهعليهوآله أشارت إلى الأنبياء من قبله وقالت :
(وَمَا ارْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ الَّا رِجَالاً نُّوحِى الَيهِمْ فَاسْئَلُوا اهْلَ الذِّكْرِ) فهم على ارتباط وعلم بمنبع المعرفة هذا.
* *
وتحدثت الآية التاسعة عن «البينات» ونزول الكتب السماوية وقوانين الحق والعدالة على الرسل ، وقالت : إنّا أنزلنا الرسل وزودناهم بمعاجز من جهة ، وبكتب وقوانين حقة من جهة اخرى لكي يقوم الناس بالقسط والعدول عن الظلم ، وهذه كلها امور ملهمة من مصدر الوحي.
* *
وقد تحدثت الآية العاشرة عن انزال «الذكر» أي الآيات التي تكون سبباً لتذكر الناس ووعيهم ، في الوقت نفسه فإنّ الله يعد الناس في هذه الآية بحفظ هذا القرآن من أي نقص أوزيادة أو تلف أو تحريف ، فالوحي ـ إذن ـ هو عامل يقظة الناس ، وبما أنّ الله له حافظ ، فسيحفظه كمصدر مهم للمعرفة.
* *
وتقول الآية الحادية عشرة : (قَدْ بَيَّنَا لَكُمُ الآيَاتِ انْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) وهذا دليل واضح على أنّ الآيات الإلهيّة سبب ليقظة العقول ونشاطها.
* *