التفسير عن ابن عباس المفسّر الإسلامي الكبير (١) ، وهذا التفسير يتفق مع رؤيا الرسولصلىاللهعليهوآله بالكامل.
قد يقال : لِمَ لم يُشِر القرآن إلى الشجرة الملعونة في القرآن المجيد؟ إلّاأنّ هذا الإشكال يُحلُ بالالتفات إلى لعن المنافقين بشدّة في سورة محمد صلىاللهعليهوآله الآية ٢٣ ، وبني امية من طلائع النفاق في الإسلام.
إضافة إلى هذا ، فإنّ تعبير القرآن (نُخَوِّفُهُم فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيرَا) يصدق عليهم بالكامل.
وقد جاء في رواية أن عدداً من صحابة الإمام الصادق عليهالسلام سألوه نفسه أو أباهعليهالسلام عن المراد من الشجرة الملعونة في الآية ، فأجابهم : «بني امية» (٢).
وقد نقل نفس المضمون عن أمير المؤمنين عليهالسلام وكذلك عن الإمام الباقر عليهالسلام ، وقد ذكر علي بن ابراهيم الروايات الثلاث في تفسيره (٣).
وقد نقل السيوطي في تفسيره «الدر المنثور» روايات كثيرة عن الشجرة الملعونة ، ورؤيا الرسول صلىاللهعليهوآله ، حيث فُسِّرت الشجرة الملعونة في بعضها ببني امية وفي بعضها ببني الحكم وبني العاص ، وكلهم من شجرة خبيثة واحدة (٤).
وعلى أيّة حال ، فإنّ رؤيا الرسول صلىاللهعليهوآله تحققت بعد رحيله ، وخلفته الشجرة الملعونة نسلاً بعد نسل ، وكانوا بلاءً عظيماً على المسلمين ، وامتحاناً كبيراً لهم.
٣ ـ والرؤيا الصادقة الاخرى هي رؤيا إبراهيم الخليل عليهالسلام فيما يخص ذبح اسماعيل عليهالسلام ، فانّه كان محلاً لامتحان عظيم للوصول إلى مقام الإمامة وقيادة الامة الرفيع ، فقد أُمر بذبح ابنه العزيز «اسماعيل» ، رغم أنّ الأمر أوحي إليه وهو نائم ، أي أنّ الايعاز كان
__________________
(١). نقلها القرطبي عن ابن عباس في تفسيره ، ج ٦ ، ص ٣٩٠٢ ؛ ونقلها الفخر الرازي عنه أيضاً في التفسير الكبير ، ج ٢٠ ، ص ٢٣٧.
(٢). تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٨٠ ، ح ٢٧٨.
(٣). تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٨٠ و ١٨١ ، ح ٢٨٢ و ٢٨٣ و ٢٨٦.
(٤). تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ١٧٥.