الأحيان في مجال الافساد والتخريب ، كما استعملت هذه المفردة في مجال الكذب والشرك والظلم (١).
أمّا «غرّهم» فمن مادة «غرور» ومشتقة من «غُر» بمعنى ظاهر الشيء ، ولهذا قيل للأثر الظاهر في جبين الحصان «غُرة» ، كما تستخدم في القماش إذا طُوي بشكل حيث تظهر عليه آثار الطوي ، كما تستعمل هذه المفردة بمعنى الخداع ، وكأنّ الطرف المخدوع يُطوى كالقماش (٢).
أما «غَرُور» فيعني الشخص والشي الذي يخدع الإنسان ، كما تطلق على الشيطان الخادع (٣).
وقد قيل في كيفية أن الكذب والافتراء يخدعان الإنسان ويحجبان عنه المعرفة وما ذكر صاحب الميزان :
«إنّ الإنسان يجري في أعماله وأفعاله على ما تحصل عنده من الأحوال أو الملكات النفسانية والصور التي زينتها ونمقتها له نفسه دون الذي حصل له العلم به ، كما أنّ المدمن على استعمال المواد المخدرة ونحوها يستعملها وهو يعلم أنّها مضرّة غير لائقة بشأنه وذلك لأنّ حالته وملكته النفسانية زيّنت له هذه الامور واضفت عليها نوعاً من الجاذبية بحيث لم تدع له مجالاً للتفكر والاجتناب.
وبعبارة اخرى أنّهم كرروا الكذب ولم يزالوا يكررونه ويلقنونه أنفسهم حتى اذعنوا به أي اطمأنوا وركنوا إليه بالتلقين الذي يؤثر أثر العلم كما بينه علماء النفس فصارت الفرية الباطلة بالتكرار والتلقين تغرهم في دينهم وتمنعهم عن التسليم لله والخضوع للحق الذي أنزله في كتابه(٤).
__________________
(١). مفردات الراغب مادة (فري).
(٢). مفردات الراغب مادة (غرور).
(٣). لسان العرب مادة (غرور).
(٤). تفسير الميزان ، ج ٣ ، ص ١٢٥.