اليهود آنذاك ، والعبارة الثانية إشارة إلى عهد الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله حيث أنكروا نبوته ورسالته (١).
وقال البعض : إنّ العبارة الاولى تبين أنّ الله لعنهم وطردهم من رحمته وأعماهم وأصمهم لأجل ظنهم الباطل من أنهم شعب الله المختار ، وقد شملتهم رحمة الله بعد ذلك فتاب عليهم ورفع عن قلوبهم ذلك الظن الباطل ، فأبصرهم وأسمعهم تارة اخرى كي يلتفتوا إلى حقيقةٍ هي : عدم وجود فرق بينهم وبين غيرهم إلَّابالتقوى.
إلّا أنّ حالة الوعي واليقظة هذه لم تستمر عندهم ، وتورط بعضهم بنفس الحسبان الخاطيء القائم على أساس التفرقة العرقية تارة اخرى ، فأعماهم وأصمهم الله ثانية (٢).
والجمع بين هذه التفاسير ليس متعذراً ، ونتيجتها جميعاً واحدة وهي : إنّ الظن الباطل (كظن اليهود أنّهم شعب الله المختار) يمنع الإنسان تدريجياً عن الإدراك والفهم ويحرفه عن جادة الصواب ، وإذا كان هذا الظن في بدايته فيقظة العقل محتملة ، ورجوعه عن هذا الحسبان ممكن ، أمّا إذا تفاقمت الظنون وتأصلت في ذاته فيصبح الرجوع عنها أمراً غير ممكن.
* *
__________________
(١). وقد ذكر هذا التفسير كاحتمال في تفسير الكبير ، ج ١٢ ، ص ٥١٦ وكذا في تفسير روح المعاني ، ج ٦ ، ص ١٨٤.
(٢). تفسير الميزان ، ج ٦ ، ص ٧١.