فانقبضت يد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها ، فطلّقها وألحقها بأهلها.
وتزوّج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم امرأة من كندة ، بنت أبي الجون ، فلمّا مات إبراهيم بن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ابن مارية القبطية ، قالت : لو كان نبيا ما مات ابنه. فألحقها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأهلها قبل أن يدخل بها ، فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وولي الناس أبو بكر ، أتته العامرية والكندية وقد خطبتا ، فاجتمع أبو بكر وعمر ، فقالا لهما : اختارا إن شئتما الحجاب ، وإن شئتما الباه ـ أي الجماع ـ فاختارتا الباه ، فتزوّجتا ، فجذم أحد الرجلين ، وجنّ الآخر.
قال عمر بن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل ، فرويا عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : «ما نهى الله عزوجل عن شيء إلا وقد عصي فيه ، حتى لقد نكحوا أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بعده». وذكر هاتين : العامرية ، والكندية.
ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : «لو سألتهم عن رجل تزوّج امرأة فطلّقها قبل أن يدخل بها ، أتحل لابنه؟ لقالوا : لا ، فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعظم حرمة من آبائهم» (١).
وقال ابن طاوس في (طرائفه) : ومن طرائف ما شهدوا به على عثمان وطلحة ما ذكره السدي في تفسيره للقرآن ، في تفسير سورة الأحزاب ، في تفسير قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً).
قال السديّ : لما توفي أبو سلمة ، وخنيس بن حذافة ، وتزوج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بامرأتيهما : أم سلمة ، وحفصة ، قال طلحة وعثمان : أينكح محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نساءنا إذا متنا ولا ننكح نساءه إذا مات! والله لو قد مات لقد أجلنا على نسائه بالسّهام. وكان طلحة يريد عائشة ، وعثمان يريد أم سلمة ، فأنزل الله تعالى :
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٤٢١ ، ح ٣.