وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «اختلف علي عليهالسلام وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه ، وله ذو قرابة ، لا يرثونه. فقال علي عليهالسلام : ميراثه لهم ، يقول الله عزوجل : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، وكان عثمان يقول : يجعل في بيت مال المسلمين» (١).
٣ ـ قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ).
قال : نزلت : «وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم» فجعل الله المؤمنين أولادا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا لهم ، ثم لمن لم يقدر أن يصون نفسه ، ولم يكن له مال ، وليس له على نفسه ولاية ، فجعل الله تبارك وتعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم الولاية على المؤمنين من أنفسهم ، وهو قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بغدير خم : «يا أيها الناس ، ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا : بلى. ثم أوجب لأمير المؤمنين عليهالسلام ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية ، فقال : «ألا من كنت مولاه فعلي مولاه».
فلما جعل الله النبي أبا للمؤمنين ألزمه مؤونتهم ، وتربية أيتامهم ، فعند ذلك صعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المنبر ، فقال : «من ترك مالا فلورثته ، ومن ترك دينا ، أو ضياعا فعليّ وإليّ». فألزم الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم للمؤمنين ما يلزم الوالد ، وألزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد ، وكذلك ألزم أمير المؤمنين عليهالسلام ما ألزم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذلك ، وبعده الأئمّة عليهمالسلام واحدا واحدا ، والدليل على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام هما الوالدان : قوله : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(٢) فالوالدان : رسول الله ، وأمير
__________________
(١) التهذيب : ج ٩ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٤١٦.
(٢) النساء : ٣٦.