فقال أبو الحسن عليهالسلام : قد أخبر الله تعالى أنه أسرى به ، ثمّ أخبر أنه لم أسرى به ، فقال : (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا)(١) ، فآيات الله غير الله ، فقد أعذر وبيّن لم فعل به ذلك ، وما رآه ، وقال : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) ، فأخبر أنه غير الله (٢).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٩) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠) هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١) اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١٣) [سورة الجاثية : ٧ ـ ١٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) ، أي كذاب : (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً) ، أي يصر على أنه كذب ، ويستكبر على نفسه ، (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) ، وقوله تعالى : (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً) يعني إذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية.
ـ قال الطبرسي : (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) أي من وراء ما هم فيه من التعزز بالمال والدنيا ، جهنم. ومعناه : قدامهم ومن بين أيديهم ، كقوله : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ). ووراء اسم يقع على القدام والخلف فيما توارى عنك ، فهو وراؤك ، خلفك كان أو أمامك. (وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً) أي لا يغني
__________________
(١) الإسراء : ١.
(٢) الاحتجاج : ص ٤٠٥.