وقيل : الرميم العظم البالي السحيق (وَفِي ثَمُودَ) أيضا آية (إِذْ قِيلَ لَهُمْ) تمتعوا وذلك أنهم لما عقروا الناقة ، قال لهم صالح : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) وهو قوله (تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) أي فخرجوا عن أمر ربهم ترفعا عنه واستكبارا (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) بعد مضي الأيام الثلاثة ، وهو الموت. وقيل : هو العذاب. والصاعقة : كل عذاب مهلك. (وَهُمْ يَنْظُرُونَ) إليها جهارا لا يقدرون على دفعها (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ) أي من نهوض. والمعنى : إنهم لم ينهضوا من تلك الصرعة (وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) أي ممتنعين من العذاب. وقيل : معناه ما كانوا طالبين ناصرا يمنعهم من عذاب الله (وَقَوْمَ نُوحٍ) أي وأهلكنا قوم نوح (مِنْ قَبْلُ) أي من قبل عاد وثمود (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) أي خارجين عن طاعة الله إلى معاصيه ، وعن الإيمان إلى الكفر ، فاستحقوا لذلك الإهلاك (١).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)(٤٨) [سورة الذاريات : ٤٧ ـ ٤٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) تقديره وبنينا السماء بنيناها بقوة ، أي : خلقناها ورفعناها ، على حسن نظامها (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي قادرون على خلق ما هو أعظم منها. وقيل : معناه وإنا لموسعون الرزق على الخلق بالمطر. وقيل : معناه وإنا لذي سعة لخلقنا أي قادرون على رزقهم ، لا نعجز عنه فالموسع : ذو الوسع. والسعة أي الغنى والجدة. (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) أي : وفرشنا الأرض فرشناها : أي بسطناها (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) نحن إذ فعلنا ذلك للمنافع ومصالح العباد ، لا لجر نفع ،
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٢٦٥.