أخطب ، وكانت زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أن عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها ، وتقولان لها : يا بنت اليهودية. فشكت ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم [لها] : «ألا تجيبيهما؟ فقالت : بماذا يا رسول الله؟ قال : «قولي : إن أبي هارون نبي الله ، وعمي موسى كليم الله ، وزوجي محمد رسول الله ، فما تنكران مني؟ فقالت لهما. فقالتا : هذا علمك رسول الله. فأنزل الله في ذلك : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) إلى قوله تعالى : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ)(١).
وعن جميل بن درّاج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : دخل عليه الطيّار وأنا عنده ، فقال [له] : جعلت فداك ، رأيت قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين ، أيدخل في هذا المنافقون؟ قال : «نعم ، يدخل في هذا المنافقون والضلال ، وكل من أقر بالدعوة الظاهرة (٢).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (١٢) [سورة الحجرات : ١٢]؟!
الجواب / نذكر مجموعة من الروايات التي وردت في الكافي باب النهي عن سوء الظن وطلب عثرات المؤمنين ، والغيبة ومعناها.
قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إذا اتهم المؤمن أخاه ، انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما ، ومن
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢١.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧٤ ، ح ٤١٣.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣٧ ، ح ٥.