(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
ثم قال أيضا : «قوله تعالى : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ) لآل محمد حقهم (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) وعليّ عليهالسلام هو العذاب في هذا الوجه (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) فنوالي عليا عليهالسلام.
ـ [وقال أبو جعفر عليهالسلام : «يعني أنّه سبب العذاب ، لأنّه قسيم الجنّة والنار](١) ـ. (وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ) لعليّ (يَنْظُرُونَ) إلى عليّ (مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني آل محمد وشيعتهم.
ـ [وقال أبو جعفر عليهالسلام : «يعني [إلى] القائم عليهالسلام](٢) ـ.
(إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ) لآل محمد حقّهم (فِي عَذابٍ مُقِيمٍ) ، قال : والله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين وذرّيته عليهمالسلام والمكذّبين (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ)(٣).
* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ)(٤٨) [سورة الشورى : ٤٧ ـ ٤٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : قال تعالى لخلقه (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) يعني أجيبوه إلى ما دعاكم إليه ورغبكم فيه من المصير إلى طاعته والانقياد
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٥٠ ، ح ١٩.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٠.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٧٨.