* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) (٢٣) [سورة محمد : ٢٢ ـ ٢٣]؟!
الجواب / قال أبو العباس المكي : سمعت أبا جعفر عليهالسلام ، يقول : «إن عمر لقي عليا عليهالسلام ، فقال له : أنت الذي تقرأ هذه الآية : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)(١) وتعرض بي وبصاحبي؟ فقال : ا فلا أخبرك بآية ، نزلت في بني أمية؟ (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ؛) فقال : كذبت ، بنو أمية أوصل للرحم منكم ، ولكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم وبني عدي وبني أمية (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «قال علي بن الحسين عليهالسلام ـ في حديث فيه ـ قال : وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإني وجدته ملونا في كتاب الله عزوجل في ثلاثة مواضع ، قال الله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) ، وقال : (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(٣) ، وقال في البقرة : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)(٤) (٥).
وقال ابن عباس ، في قوله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) ، قال : نزلت في بني هاشم وبني أمية (٦).
__________________
(١) القلم : ٦.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ١٠٣ ، ص ٧٦.
(٣) الرعد : ٢٥.
(٤) البقرة : ٢٧.
(٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٧.
(٦) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٨٥ ، ح ١٢.