بعضهم إلى بعض واستعبدهم بذلك ، ولو جعلهم كلهم أغنياء لبغوا في الأرض (وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) مما يعلم أنه يصلحهم في دينهم ودنياهم (إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)(١).
وقال أبو الحسن الرضا صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وأما الخبير فهو الذي لا يعزب عنه شيء ، ولا يفوته شيء ، ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء. فعند التجربة والاعتبار علمان ، ولولاهما؟؟؟ ما علم لأن كلّ من كان كذلك كان جاهلا ، والله لم يزل خبيرا بما يخلق ، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم ، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى ، والبصير لا بخرت (٢) كما أننا نبصر بخرت منا لا ننتفع به في غيره ، ولكن الله بصير لا يحتمل شخصا منظورا إليه ، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى (٣).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ)(٢٩) [سورة الشورى : ٢٨ ـ ٢٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : قال (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا) أي ينزله عليهم من بعد أياسهم من نزوله ، ووجه إنزاله بعد القنوط أنه ادعى إلى شكر الآتي به وتعظيمه والمعرفة بمواقع إحسانه ، وكذلك الشدائد التي تمر بالإنسان ، ويأتي الفرج بعدها ، تعلق الأمل بمن يأتي به وتكسب المعرفة بحسن تدبيره في ما يدعو إليه من العمل بأمره والانتهاء إلى نهيه.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٧٦.
(٢) الخرت : ثقب الإبرة والفأس والأذن ونحوها ، «الصحاح : ج ١ ، ص ٢٤٨.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٤٨ ، ح ٥٠.