وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) ، نزلت في قريش ، وجرت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين عليهالسلام واتخذوا إماما بأهوائهم ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ)(١) ، قال : من زعم أنه إمام وليس هو بإمام ، ومن اتخذ إماما ففضله على علي عليهالسلام ، ثم عطف على الدهرية الذين قالوا : لا نحيا بعد الموت ، فقال : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) ، وهذا مقدم ومؤخر ، لأن الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت ، وإنما قالوا : نحيا ونموت وما يهلكنا إلا الدهر ؛ إلى قوله تعالى : (يَظُنُّونَ) ، فهذا ظنّ شك ، ونزلت هذه الآية في الدّهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمير المؤمنين وأهل بيته عليهمالسلام ، وإنما كان إيمانهم إقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ، ورغبة في المال (٢).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : «إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلا لأحد ثلاثة : صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى والفاسق المعلن (٣).
وسئل أمير المؤمنين عليهالسلام : أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال : «الهوى (٤).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ
__________________
(١) الأنبياء : ٢٩.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٩٤.
(٣) بحار الأنوار : مجلد ٧٠ ، ص ٧٦.
(٤) بحار الأنوار : مجلد ٧٠ ، ص ٧٧.