الَّتِي تُورُونَ) أي تورونها وتوقدونها وتنتفعون بها (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً) لنار يوم القيامة (وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) ، قال : المحتاجين (١).
أقول : يقول سبحانه في آخر آية مورد البحث : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).
نعم ، إن الله الذي خلق كل هذه النعم ، والتي كل منها تذكرنا بقدرته وتوحيده وعظمته ومعاده ، لائق للتسبيح والتنزيه من كل عيب ونقص.
إنه ربّ ، وكذلك فإنه «عظيم وقادر ومقتدر ، وبالرغم من أنّ المخاطب في هذه الآية هو الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أن من الواضح أن جميع البشر هم المقصودون.
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (٧٦) [سورة الواقعة : ٧٥ ـ ٧٦]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) : «كان أهل الجاهلية يحلفون بها ، فقال الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ). قال : «عظم أمر [من] يحلف بها.
قال : «وكانت الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ولا بشهر رجب ، ولا يعرضون فيهما لمن كان فيها ذاهبا أو جائيا ، وإن كان [قد] قتل أباه ، ولا لشيء [يخرج] من الحرم دابة أو شاة أو بعير أو غير ذلك ، فقال الله عزوجل لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ)(٢) قال : «فبلغ من جهلهم
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤٩.
(٢) البلد : ١ ، ٢.