الدالة إلى الإيمان بالله ورسوله ورغبكم فيه وحثكم عليه وزهدكم في خلافه ، ومعنى (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي إن كنتم مؤمنين بحق فالإيمان قد ظهرت أعلامه ووضحت براهينه (١) ..
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٩) [سورة الحديد : ٩]؟!
الجواب / ١ ـ فسّر البعض (آياتٍ بَيِّناتٍ) هنا بكل المعجزات ، وقال قسم آخر إنه (القرآن الكريم) إلا أن مفهوم الآية الواسع يشمل كل ذلك ، وبالرغم من أن التعبير (يُنَزِّلُ) يناسب (القرآن) أكثر ، هذا الكتاب العظيم الذي يمزق حجب ظلام الكفر والجهل والضلال ويشرق شمس الوعي والإيمان في النفوس ، والذي هو رحمة ونعمة إلهية عظيمة.
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قول الله تعالى : (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) : «من الكفر إلى الإيمان ، يعني إلى الولاية لعلي عليهالسلام (٢).
٣ ـ أقول : أما التعبير ب (لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) فهو إشارة لطيفة إلى حقيقة أن هذه الدعوة الإلهية العظيمة إلى الإيمان والإنفاق ، تمثل مظهرا من مظاهر الرحمة والنعمة الإلهية التي جاءت إليكم جميعا ، كما أن جميع بركاتها في هذا العالم والعالم الآخر ترجع إليكم.
وسؤال يثار هنا وهو : هل يوجد اختلاف بين «الرؤف وبين «الرحيم؟ وما هي خصوصيات كل منهما؟ أقول : ذكر المفسرون في ذلك آراء ، والمناسب من بين كل الآراء التي ذكرت هو : أن كلمة «الرؤف»
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٥٢١.
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ج ٣ ، ص ٨٠.