حيث إن الله الواهب لكل النعم وجميع ذرات وجودنا ـ جزءا جزءا ـ هي من بحر فيضه اللامتناهي ، بالإضافة إلى مملوكيتنا له يعبر عنا سبحانه بأننا أصحاب الأموال ، ويدعونا لإقراضه ضمن شروط مغرية ، حيث إن من المعروف السائد أن الديون العادية تسترجع بنفس مقاديرها إلّا أنه سبحانه ـ بفضل منه ـ يضاعفها لنا بالمئات أحيانا وبالآلاف أحيانا أخرى.
وإضافة إلى ذلك فإنه قد وعدنا بأجر كريم أيضا ، وهو جزاء عظيم لا يعلمه إلّا هو.
واحتمل البعض أن المقصود من القرض الحسن لله في هذه الآيات والآيات المشابهة (١) بمعنى الإقراض للعباد ، لأن الله تعالى ليس بحاجة للقرض ، بل إن العباد المؤمنين هم الذين بحاجة إلى القرض ، وبملاحظة سياق الآيات يفهم أن المقصود من القرض الحسن في كل هذه الآيات هو الإنفاق في سبيل الله ، بالرغم من أن القرض لعباد الله هو من أفضل الأعمال أيضا ولا نقاش في ذلك.
ويشير الفاضل المقداد أيضا في كنز العرفان لتفسير القرض الحسن بأنه كل الأعمال الصالحة (٢).
* س ١٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(١٩) [سورة الحديد : ١٩]؟!
الجواب / عن علي بن الحسين عليهماالسلام ـ في حديث ذكر فيه الشهداء ـ :
__________________
(١) تراجع الآية (٢٤٥ من سورة البقرة) ، (الحديد : ١١) و (التغابن : ١٧) و (المزمل : ٢٠).
(٢) كنز العرفان : ج ٢ ، ص ٥٨.