* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٤٠) [سورة القمر : ٣٢ ـ ٤٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم أقسم سبحانه فقال : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) قال قتادة : أي فهل من طالب علم يتعلم (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) أي بالإنذار. وقيل : بالرسل على ما فسرناه (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) أي ريحا حصبتهم أي : رمتهم بالحجارة والحصباء. قال ابن عباس : يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة في الريح.
ثم استثنى آل لوط فقال : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ) أي خلصناهم (بِسَحَرٍ) من ذلك العذاب الذي أصاب قومه (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) أي إنعاما. فيكون مفعولا له. ويجوز أن يكون مصدرا ، وتقديره : أنعمنا عليهم بذلك نعمة. (كَذلِكَ) أي كما أنعمنا عليهم (نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) قال مقاتل. يريد من وحد الله تعالى لم يعذب مع المشركين (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) لوط. (بَطْشَتَنا) أي أخذنا إياهم بالعذاب (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) أي تدافعوا بالإنذار على وجه الجدال بالباطل. وقيل : معناه فشكوا ولم يصدقوه ، وقالوا. كيف يهلكنا وهو واحد منا ، وهو تفاعلوا من المرية. (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) أي طلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) أي محوناها. والمعنى : عميت أبصارهم.