قال : «إن نفس المحتضر إذا بلغت الحلقوم وكان مؤمنا ، رأى منزله في الجنة ، فيقول : ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلها بما أرى ، فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل (١).
وقال علي بن إبراهيم : في قوله : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) يعني النفس ، قال : معناه : فإذا بلغت الحلقوم (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) ، قال : معناه : فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم (تَرْجِعُونَها) يعني الرّوح إذا بلغت الحلقوم ، تردونها في البدن (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٢).
* س ١٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (٩٤) [سورة الواقعة : ٨٨ ـ ٩٤]؟!
الجواب / قال الصادق جعفر بن محمد عليهمالسلام : «إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره ، فإذا أدخل قبره جاءه منكر ونكير فيقعدانه ، فيقولان له : من ربك ، وما دينك ، ومن نبيك؟ فيقول : ربي الله ، ومحمد نبيي ، والإسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مد بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ، ويدخلان عليه الروح والريحان ، وذلك قوله عزوجل : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ) يعني في قبره (وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) يعني في الآخرة.
ثمّ قال عليهالسلام : «إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألف من الزوبانية إلى قبره ، وإنه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شسء إلا الثقلين ، ويقول : لو أن
__________________
(١) الزهد : ص ٨٤ ، ح ٢٢٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٥٠.