لأمره (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ) أي لا مرجع له بعد ما حكم به. وقيل معناه لا يتهيأ لأحد رده ولا يكون لكم ملجأ تلجأون إليه في ذلك اليوم. والملجأ والمحرز نظائر (وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) أي تعيير إنكار. وقيل : معناه من نصير ينكر ما يحل بكم ثم قال لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَإِنْ أَعْرَضُوا) يعني هؤلاء الكفار وعدلوا عما دعوناهم إليه ولا يستجيبون إليه (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) أي حافظا تمنعهم من الكفر (إِنْ عَلَيْكَ) أي ليس عليك (إِلَّا الْبَلاغُ) وهو إيصال المعنى إلى إفهامهم وتبين لهم ما فيه رشدهم ، فالذي يلزم الرسول دعاؤهم إلى الحق ، ولا يلزمه أن يحفظهم من اعتقاد خلاف الحق. ثم أخبر تعالى عن حال الإنسان وسرعة تنقله من حال إلى حال فقال : (وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً) وأوصلنا إليه نعمة (فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) أي عقوبة جزاء بما قدمته أيديهم من المعاصي (فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ) يعدد المصائب ويحدد النعم (١).
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)(٥٠) [سورة الشورى : ٤٩ ـ ٥٠]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً) : «يعني ليس معهن ذكر (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) يعني ليس معهم أنثى (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) أي يهب لمن يشاء ذكرانا وإناثا جميعا ، يجمع له البنين والبنات ، أي يهبهم جميعا لواحد (٢).
وروي أن يحيى ابن أكثم سأل موسى بن محمد ، عن مسائل وفيها :
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ١٧٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٧٨.