* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ)(١٧) [سورة محمّد : ١٥ ـ ١٧]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم ضرب لأوليائه وأعدائه مثلا ، فقال لأوليائه : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) إلى قوله تعالى : (لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها (وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)(١).
وقال علي عليهالسلام : «الماء سيد شراب الدنيا والآخرة ، وأربعة أنهار في الدنيا من الجنة : الفرات ، والنيل ، وسيحان ، وجيحان (٢) ، الفرات : الماء ، والنيل : العسل ، وسيحان : الخمر ، وجيحان : اللبن (٣).
وقال علي بن إبراهيم : ثم ضرب لأعدائه مثلا ، فقال : (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) فقال : ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار ، كما أنه ليس عدوّ الله كوليّه.
٢ ـ قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً) فإنّها نزلت في
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠٣.
(٢) في النسخ : وسيحون وجيحون.
(٣) كامل الزيارات : ص ٤٧ ، ح ١.