الله من يموت ، وإن الأصنام أنداد الله ... (وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) أي ينكرون البعث والنشور ، والثواب والعقاب ، فيقولون مستبعدين لذلك ، منكرين له : أإذا خرجنا من كوننا أحياء ، وصرنا ترابا أنبعث. (أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ) أي : أو يبعث آباؤنا الذين ماتوا قبلنا ، ويحشرون. إن هذا لبعيد. ومن قرأ (أَوَآباؤُنَا) بفتح الواو ، فإنها واو العطف ، دخل عليها ألف الاستفهام. (قُلْ) يا محمد لهم (إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ) أي الذين تقدموكم من آبائكم ، وغير آبائكم ، والذين يتأخرون عن زمانكم. (لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) يجمعهم الله ، ويبعثهم ، ويحشرهم إلى وقت يوم معلوم عنده ، وهو يوم القيامة.
(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ) الذين ضللتم عن طريق الحق ، وجزتم عن الهدى. (الْمُكَذِّبُونَ) بتوحيد الله ، وإخلاص العبادة له ، ونبوة نبيه. (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) مفسر في سورة الصافات (١).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (٥٥) [سورة الواقعة : ٥٤ ـ ٥٥]؟!
الجواب / أقول : بعد تناولهم الغذاء السيء يعطشون ، ولكن ما هو شرابهم؟ يتبين ذلك في قوله تعالى : (فَشارِبُونَ عَلَيْهِ (٢) مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٣٦٨.
(٢) الجدير بالذكر أن في الآية السابقة كان الضمير مؤنثا (منها) يعود على (شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ) وفي هذه الآية كان الضمير مذكرا (عليه) يعود على الشجر ، وذلك لأنّ الشجر اسم جنس يستعمل للذكر والمؤنث ، وكذلك ثمر ، (مجمع البيان نهاية الآية مورد البحث).