وقال علي بن الحسين عليهماالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) ، قال : «قوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ) ، [هو] قيام القائم عليهالسلام ، وفيه نزلت : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً)(١) (٢).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩) قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤) فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (٣٧) [سورة الذاريات : ٢٤ ـ ٣٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : لما قدم سبحانه الوعد والوعيد ، عقب ذلك بذكر بشارة إبراهيم ، ومهلك قوم لوط ، تخويفا للكفار أن ينزل بهم مثل ما أنزل بأولئك فقال : (هَلْ أَتاكَ) يا محمد. وهذا اللفظ يستعمل إذا أخبر الإنسان بخبر ماض ، فيقال : هل أتاك خبر كذا. وإن علم أنه لم يأته (حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) عند الله ، وذلك أنهم كانوا ملائكة كراما ، ونظيره قوله : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) وقيل : أكرمهم إبراهيم فرفع مجالسهم ، وخدمهم بنفسه. لأن أضياف الكرام مكرمون. وكان إبراهيم أكرم الناس ، وأظهرهم
__________________
(١) النور : ٥٥.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦١٥ ، ح ٤.