فتوة ، وسماهم ضيفا من غير أن أكلوا من طعامه ، لأنهم دخلوا مدخل الأضياف. واختلف في عددهم فقيل : كانوا اثني عشر ملكا. وقيل : كان جبرائيل ومعه سبعة أملاك. وقيل : كانوا ثلاثة جبرائيل وميكائيل وملك آخر. (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) أي حين دخلوا على إبراهيم فقالوا له على وجه التحية : سلاما أي : أسلم سلاما. ف (قالَ) لهم جوابا عن ذلك «سلام. وقرىء سلم. وهذا مفسر في سورة هود. (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي قال في نفسه : هؤلاء قوم لا نعرفهم ، وذلك أنه ظنهم من الإنس ، ولم يعرفهم. والإنكار : نفي صحة الأمر ، ونقيضه الإقرار والاعتراف. (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ) أي ذهب إليهم خفيا. وإنما راغ مخافة أن يمنعوه من تكلف مأكول كعادة الظرفاء. (فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) وكان مشويا لقوله في آية أخرى : (حَنِيذٍ) قال قتادة : وكان عامة مال إبراهيم عليهالسلام البقر. (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) ليأكلوا ، فلم يأكلوا. فلما رآهم لا يأكلون عرض عليهم (قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) وفي الكلام حذف كما ترى. (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) أي : فلما امتنعوا من الأكل أوجس منهم خيفة. والمعنى : خاف منهم ، وظن أنهم يريدون به سوءا (قالُوا) أي قالت الملائكة (لا تَخَفْ) يا إبراهيم (وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) أي : يكون عالما إذا كبر وبلغ ، والغلام المبشر به هو إسماعيل. وقيل : هو إسحاق لأنه من سارة ، وهذه القصة لها عن أكثر المفسرين. وهذا كله مفسر فيما مضى. (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ) أي : فلما سمعت البشارة امرأته سارة ، أقبلت في ضجة ، وقيل : في جماعة ، عن الصادق عليهالسلام. وقيل : في رفقة. والمعنى : أخذت تصيح وتولول ، كما قالت : يا ويلتي. (فَصَكَّتْ وَجْهَها) أي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا. وقيل : لطمت وجهها ، عن ابن عباس. والصك : ضرب الشيء بالشيء العريض. (وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) أي أنا عجوز عاقر ، فكيف ألد. (قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ) أي : كما قلنا لك قال