وقال عبد السلام بن صالح الهروي ، قلت لعلي بن موسى الرضا عليهالسلام : يا بن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى؟ فقال عليهالسلام : «يا أبا الصلت ، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه (صلوات الله عليهم) ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله عزوجل وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) وقال عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(١).
وروي : إن رجلا كان يصلي في محضر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث دعا الله سبحانه كذلك : «اللهم إني أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت المنان ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم.
فقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه : «أتدرون بأي اسم دعا الله؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : «والذي نفسي بيده ، لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي أذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى (٢).
ثم يخاطب الخلائق مرة أخرى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٣٠) [سورة الرحمن : ٢٩ ـ ٣٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال : يحيي ويميت ، ويرزق ويزيد وينقص (٣).
__________________
(١) أمالي الصدوق : ص ٣٧٢ ، ح ٧.
(٢) تفسير روح المعاني : ج ٢٧ ، ص ٩٥.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤٥.